اختراقات الفضاء الالكتروني: معركة جديدة تدخل ساحة القتال

Homeحروب

اختراقات الفضاء الالكتروني: معركة جديدة تدخل ساحة القتال

لم تعد اختراقات الفضاء الالكتروني مجرّد وهم، بل تحوّل إلى ساحة صراع حقيقية يتواجه فيها اللاعبون عبر «أسلحة» جديدة: البيانات، الإشارات، الشبكات، و

الذكاء الاصطناعي والعمليات الجراحية: ثورة التقنيات الحديثة !
ألعاب الفيديو والذكاء الاصطناعي: كيف أصبحت التجربة الرقمية أكثر إنسانية وذكاء؟
الذكاء الاصطناعي في الصحة: كيف يستخدم الناس تشات جي بي تي في الاستشارات الطبية

لم تعد اختراقات الفضاء الالكتروني مجرّد وهم، بل تحوّل إلى ساحة صراع حقيقية يتواجه فيها اللاعبون عبر «أسلحة» جديدة: البيانات، الإشارات، الشبكات، والذكاء الاصطناعي. فكل جهاز موصول بالإنترنت بات عرضة للاختراق، وكل معلومة مخزّنة صارت قابلة للاستثمار، سواء من قبل شركات خاصة أو أجهزة أمنية وجيوش حديثة.

التجسّس.. من التطبيقات إلى الأنظمة الحساسة


في عالم باتت فيه الهواتف الذكية محور الحياة اليومية، أصبحت التطبيقات نفسها أدوات تجسّس غير مباشرة. فالميكروفون، الكاميرا، ومحرّكات جمع البيانات قادرة على التقاط الأصوات وتحليل الأنماط واستخلاص معلومات عن سلوك المستخدمين واهتماماتهم. ما بدأ كأداة لعالم الاعمال والإعلان بات اليوم جزءًا من منظومات استخباراتية متقدمة تستثمر البيانات الصغيرة لصنع قرارات كبيرة.
ولا يقف الأمر عند الهواتف. فالهجمات السيبرانية امتدت إلى أنظمة حيوية مثل المطارات، حيث أدى اختراق شاشات الوصول والمغادرة إلى تعطيل عمل نظام التفتيش وإرباك الحركة التشغيلية. الهجوم نفسه يسلّط الضوء على هشاشة البنى الرقمية الحيوية في أي دولة، ويذكّر بأن أي ثغرة صغيرة قد تُستغلّ لتوجيه ضربة كبيرة.

اختراقات الفضاء الالكتروني
صورة مولدة من الذكاء الاصطناعي عن تحوّل اختراقات الفضاء الالكتروني من اهداف تسويقية الى عسكرية

ذكاء اصطناعي يغيّر قواعد اختراقات الفضاء الالكتروني


التقنيات العسكرية تشهد بدورها تحولًا جذريًا. عدد من الدول حول العالم يتجه إلى تسخير الذكاء الاصطناعي في تطوير قدرات قتالية تعتمد على تحليل البيانات السريعة، القيادة الذاتية للمركبات العسكرية، الروبوتات الميدانية، والطائرات المسيّرة.
تُظهر التجارب الحديثة قدرة الأنظمة الذكية على:
جمع وتحليل كمّ هائل من البيانات خلال دقائق، بدل الأسابيع.
قيادة مركبات ودرونز من دون تدخل بشري.
دعم عمليات الاستطلاع ونزع الألغام عبر الروبوتات.
تمييز الأهداف بدقة اعتمادًا على بصمات الوجه والصوت والعين.
وتبرز الطائرات المسيّرة كعنصر أساسي في هذا التحوّل، بعدما باتت مزوّدة بأنظمة تعرّف آلي وقدرات تصوير وتحليل متقدّمة تسمح بتنفيذ مهام كانت حكرًا على الطائرات الحربية الكبيرة.

اختراق الاتصالات: من الأجهزة الذكية إلى الوسائل البدائية


قطاع الاتصالات أصبح جبهة أخرى من جبهات الصراع السيبراني. تقنيات متطورة مثل Pegasus أثبتت قدرتها على التسلل إلى الهواتف وقراءة بياناتها، فيما أظهرت الاختراقات الأخيرة هشاشة بعض الأنظمة البديلة مثل أجهزة (Pagers) والاتصال اللاسلكي (Walkie-Talkie).
أحد أبرز الأمثلة كان خرق أجهزة “البيجرز” عبر السيطرة على النطاقات الترددية ورفع درجاتها، ما يُظهر أن أي وسيلة اتصال، مهما بدت بسيطة أو غير متصلة بالإنترنت، قد تصبح هدفًا إذا توفرت التكنولوجيا المناسبة.
حتى الخطوط السلكية centrale التي اعتُبرت لعقود وسيلة آمنة أثبتت قابليتها للاختراق، بدءًا من الشبكات الموصولة بالألياف الضوئية وصولًا إلى السنترالات التقليدية. هذا الواقع دفع بعض الجهات إلى العودة لاستخدام الرسائل اليدوية والمرسلين لتقليل احتمالات التتبع أو التجسس.

اختراقات الفضاء الالكتروني
صورة مولدة من الذكاء الاصطناعي عن اختراقات الفضاء الالكتروني في المجال العسكري

الدرونز: التقاء الهجوم الجوي والاختراق السيبراني


الطائرات المسيّرة تمثل اليوم نقطة التقاء بين الفضاءين السيبراني والجوي. فهي لا تكتفي بالتحليق والتصوير، بل أصبحت منصة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية دقيقة بفضل ذكاء اصطناعي يستطيع تحديد الهدف من خلال سماته الحيوية، إضافة إلى اعتمادها على GPS وأنظمة تشويش محدودة تتيح لها المناورة في بيئات معقدة.
وتظهر التجارب الدولية أن المسيّرات باتت عنصرًا حاسمًا في ترجيح الكفة في النزاعات الحديثة، كما حصل في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، حيث مكّنت القدرات التقنية المتقدمة من تنفيذ عمليات تجسّس واستهداف عالي الدقة.

الأمن السيبراني.. سلاح لا يقل عن العتاد التقليدي


أصبح الأمن السيبراني في السنوات الأخيرة ركيزة من ركائز الدفاع الوطني. وظيفته لا تقتصر على حماية الأنظمة العسكرية من الاختراقات، بل تشمل أيضًا القدرة على شن هجمات مضادة لتعطيل بنى الخصوم الرقمية. ومع تزايد اعتماد الدول على الأنظمة الذكية، تتزايد كذلك الحاجة إلى بنى معلوماتية محصّنة قادرة على صدّ التهديدات و الاختراقات أو كشفها مبكرًا.
فالتحديات لم تعد محصورة بمنصات التواصل أو الهواتف الذكية، بل تمتد إلى المؤسسات المالية، المطارات، الشبكات السلكية، والطائرات المسيّرة. وفي عالم تتسارع فيه التطورات التقنية، يبدو واضحًا أن القوة الحديثة تُقاس بقدرة أي دولة أو جهة على حماية بياناتها بقدر ما تُقاس بترسانتها التقليدية.

مقالات ذات صلة

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: