HomeUncategorized

“كبسة واحدة” قد تحوّل البيانات الرقمية إلى فريسة بيد القراصنة

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا ويتزايد الاعتماد على الخدمات الرقمية، تصبح البيانات الرقمية هدفًا ثمينًا لعدد من القراصنة. فمع كل عملية تسجيل دخول،

ألعاب الفيديو والذكاء الاصطناعي: كيف أصبحت التجربة الرقمية أكثر إنسانية وذكاء؟
من قلب بيروت… لبنان يخطو بثبات نحو النقل المستدام
٥ نصائح للاستفادة من المساعد الافتراضي لتوفير الوقت وزيادة الإنتاجية

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا ويتزايد الاعتماد على الخدمات الرقمية، تصبح البيانات الرقمية هدفًا ثمينًا لعدد من القراصنة. فمع كل عملية تسجيل دخول، وكل صورة نشاركها، أو موقع نزوره، نترك خلفنا آثارًا رقمية قد يستغلها المهاجمون لأغراض مالية أو ابتزازية. وفي حديث مع المهندس في الأمن السيبراني “نشأت عوّاد”، يوضّح مجموعة من المفاهيم الأساسية حول ماهية بياناتنا، مخاطر تسريبها، وكيف يمكن حماية أنفسنا من الاختراق الالكتروني المتنامي

الأمن السيبراني تحت المجهر: ما الذي يعرفه القراصنة عنك؟

تُعد البيانات الرقمية أي معلومة يمكن أن تُعرّف الفرد أو تكشف تفاصيل عنه. ويشير “عوّاد” إلى أن هذه البيانات تشمل معلومات أساسية مثل الاسم الكامل، رقم الهاتف، عنوان السكن، والبريد الإلكتروني، وصولًا إلى الأرقام جوازات السفر، البطاقات الائتمانية، السجلات الطبية، الكلمات السرية، وحتى الصور والفيديوهات.

وتتوسع قائمة البيانات المستهدفة لتشمل ما يتركه المستخدم خلال استخدامه اليومي للإنترنت: تاريخ التصفح (History)، عنوان الجهاز MAC (Address)، أو حتى تفاصيل مرتبطة بتحركاته مثل أماكن عمله وزياراته. ويضيف المهندس أن الهوية الرقمية الكاملة بكل ما تحمله من معلومات أصبحت تُباع وتُشترى في أسواق القرصنة العالمية، ما يجعل حماية كل تفصيل مسألة بالغة الأهمية

إهمال البيانات الرقمية.. طريق سريع نحو سرقة القراصنة

يشير مهندس الأمن السيبراني “نشأت عوّاد” إلى أن إهمال حماية البيانات الشخصية قد يفتح الباب أمام مشاكل خطيرة، أبرزها سرقة الهوية الرقمية، حيث تُستخدم المعلومات الرسمية للمستخدم لإنشاء حسابات أو القيام بعمليات غير قانونية باسمه. كما أن البيانات المالية تُعد هدفًا مباشرًا لعمليات الاحتيال المالي، التي قد تُلحق خسائر كبيرة بصاحبها.

وتُعد الخصوصية الرقمية من أكثر الجوانب المهددة؛ فالصور والفيديوهات والمواقع التي يرتادها الفرد يمكن أن تتحول إلى وسيلة للابتزاز أو المضايقة في حال وصولها للأشخاص الخطأ. إضافة إلى ذلك، يتيح اختراق الحسابات للقراصنة التحكم بالمعلومات، حذفها، تعديلها، أو استخدامها في الإضرار بسمعة الشخص. ولهذا، يؤكد المهندس أن حماية البيانات ليست رفاهية بل ضرورة لحماية النفس من الأذى والتلاعب والسرقة الرقمية.

! في زمن الاختراق الالكتروني: احمِ نفسك من القراصنة

بحسب المهندس “عوّاد”، تبدأ الحماية من إجراءات بسيطة لكنها فعالة. أولها إنشاء كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب، على أن تكون عشوائية وغير مرتبطة بأي معلومة شخصية، وتتراوح بين 10 و14 رمزًا. كما يجب الامتناع عن تدوين كلمات السر على الهاتف أو مشاركتها مع أي شخص

ويحذر من فتح أي رابط قبل التحقق من مصدره، خصوصًا الروابط المرسلة عبر البريد أو تطبيقات التواصل، إذ تُعد أحد أشهر أساليب الاختراق الإلكتروني. وينصح كذلك بتحديث التطبيقات وأنظمة التشغيل باستمرار، لأن هذه التحديثات تعمل على سد الثغرات الأمنية التي قد يستغلها القراصنة.

ومن التوصيات المهمة أيضًا عدم ترك شبكة الإنترنت المنزلية (الراوتر) مفتوحة، لأن ذلك قد يسمح للقراصنة بالدخول إلى الأجهزة المتصلة بها. كما يؤكد ضرورة تحميل التطبيقات فقط من Google Play أو App Store لتجنب البرامج الخبيثة المنتشرة على منصات غير رسمية

ويشدّد “نشأت عوّاد” على أهمية حذف الحسابات غير المستخدمة، ومراقبة البيانات والمعاملات المالية بشكل دوري لرصد أي تغيّر مشبوه. وفي النهاية، تبقى قاعدة واحدة: لا تُشارك بياناتك أو حساباتك مع أي شخص، مهما كانت درجة الثقة

!معرفة أكثر عن البيانات الرقمية.. مخاطر أقل من القراصنة

لم يعد الأمن السيبراني شأنًا تقنيًا يخصّ الخبراء فقط، بل أصبح مسؤولية فردية ومجتمعية يتحمّلها كل مستخدم للإنترنت. في زمن تُجمع فيه البيانات الشخصية وتُستغل بطرق متعددة، أصبح وعي الفرد بالمخاطر الرقمية ضرورة لا يمكن تجاهلها. فكل صورة تشاركها، كل موقع تزوره، وكل معلومة صغيرة تتركها على الشبكة قد تصبح مادة قابلة للاستغلال من قبل المخترقين لأغراض مالية أو للابتزاز. ومن هنا تأتي أهمية إدراك حجم التهديدات المتزايدة والوعي بما يمكن أن تخسره هويتك الرقمية إذا لم تكن منتبهًا، فالمعركة الرقمية لم تعد بعيدة عن حياتك اليومية، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كيفية تفاعلك مع العالم الرقمي وحماية خصوصيتك

وعيك الرقمي منقذك من القراصنة
يشدّد الخبراء اليوم على أن الثقافة الرقمية باتت جزءًا أساسيًا من الأمن الشخصي، إذ إن أغلب محاولات الاختراق تنجح بسبب نقص المعرفة لدى المستخدمين وليس بسبب تطوّر أدوات القراصنة فقط. فالتعرّف إلى الأساليب الجديدة للهجمات—مثل الهندسة الاجتماعية، الاحتيال الصوتي، وتقنيات التزوير العميق (Deepfake)—يعزز قدرة الفرد على التمييز بين الخطر والأمان. كما أن متابعة المستجدات الأمنية، وفهم كيفية إدارة الصلاحيات داخل التطبيقات، ومراجعة شروط الخصوصية قبل الموافقة عليها، يمنح المستخدم سيطرة أكبر على بياناته. ومن هنا، يتحول الوعي الرقمي إلى حاجز فعّال يحدّ من فرص الاستغلال، ويجعل المستخدم أكثر قدرة على حماية نفسه من الوقوع ضحية في عالم تتزايد فيه التهديدات الإلكترونية يومًا بعد يوم

COMMENTS

WORDPRESS: 0
DISQUS: